القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
66279 مشاهدة
من أنواع العبادة: الخوف والرجاء والمحبة

...............................................................................


ذكر الشيخ بعض أنواع العبادة؛ إشارة أن من أنواع العبادة: الخوف والرجاء والمحبة، وهي من أجلّ أنواع العبادة؛ الخوف والرجاء والمحبة، وقالوا: إنها للعبادة بمنزلة الجناحين والرأس؛ المحبة مثل الرأس، والخوف والرجاء مثل الجناحين. الطائر لا يطير إلا إذا كان له جناحان وفيه الحياة؛ فإذا قطع أحد جناحيه تحسر ولم يطر، وإذا قطع الجناحان كلاهما فكذلك ازداد تحسرا، أما إذا قطع الرأس فإنه يموت.
فالمحبة بمنزلة الرأس، والخوف والرجاء بمنزلة الجناحين؛ فهما للعبادة هكذا. تحمله المحبة لله تعالى على أن يتفانى في طاعته، ويحمله الخوف على أن يبتعد من معصيته، ويحمله الرجاء على أن يكثر من طاعته.
الخوف: خوف عقاب الله وخوف بطشه وخوف عذابه؛ من خاف أدلج ورد في الحديث: من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل؛ ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة هذا مثل؛ يضربونه مثلا إن الذي.. قديما كانوا يمشون؛ يسافرون على أرجلهم أو على الإبل، ويسلكون طريقا مخوفة؛ فيها قطاع طريق، وفيها أعداء يقتلون من أتاهم ومن ظفروا به، فإذا سلك الإنسان هذه الطريق التي فيها خوف، ماذا يفعل؟ يدلج. الإدلاج: هو السير في الليل أي: يسري ليلا. الدلجة: هي المسير في الليل: من خاف أدلج أي: سار في الليل، ومن أدلج بلغ المنزل إذا كان يسير في الليل؛ كل ليلة يسير مثلا عشر ساعات وهو يسير، ثم إذا جاء النهار اكتن في شعب واختفى، ثم إذا أظلم الليل سار حتى يبلغ المنزل الذي يريد.
وكذلك أيضا من رجا شيئا طلبه؛ الذي يرجو ويقول: أرجو رحمة الله ومع ذلك لا يأتي بالأسباب ليس بصادق، ومن العبادات مثلا: التوكل على الله، والصبر على قضائه، وعلى أوامره ونواهيه؛ من أنواع العبادة، وكذلك من أنواع العبادة: الاستعانة به في قوله: وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ والاستعاذة به في قوله: أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ العبادات لها أنواع كثيرة مذكورة في محلاتها.